ما هو مرض التوحد، ما هي أعراضه، ما هي أعراض مرض التوحد و سلوكياته
تعريف مرض التوحد
التوحد هو اظطراب في النمو يمكن ظهور أعراضه خلال عمر ثلاث سنوات. إسم المرض التشخيصي هو "اضطراب طيف التوحد"، و يظهر بأشكال و مستويات مختلفة.
مما يعني أن كل شخص مصاب بالتوحد، يواجه مشاكل فريدة وليست بالضرورة متشابهة مع باقي المرضى.
كيف يتم وصف اضطرابات طيف التوحد
يعتمد الأطباء على الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي و الإحصائي للإضطرابات العقلية أو ما يصطلح عليه علما بدليل DSM-5. لتحديد التوحد و أعراضه. و يقوم هذا الدليل بالتعرف على منطقتين رئيسيتين من الأعراض و هي: قصور في التواصل و التفاعل الإجتماعي، السلوكيات أو الإهتمامات أو الأنشطة المقيدة أو المتكررة. و تظهر هذه الأعراض في مرحلة مبكرة من نمو الطفل على الرغم من التشخيص الذي قد يكون لاحقا.
و يتم تشخيص التوحد عندما تكون الأعراض تشكل تحديا في النمو لا يمكن تفسيرها بشكل أفضل من خلال الحالات المرضية الأخرى.
تجدر الإشارة إلى أن تعريف التوحد تم التعديل عليه على مر السنين، و كان DSM-4 ما بين 1995 و 2011 بجمع متلازمة أسبرجر (أسبرغر) و اضطراب النمو المنتشر غير المحدد أو ما يعرف علميا ب )PDD-NOS( مع التوحد.
حيث كانت متلازمة أسبرجر هي هي طيف التوحد الذي يتميز بمهارات لغوية لفظية قوية. و في كثير من الأحيان قدرة فكرية هائلة. و قد كان اضطراب النمو المنتشر غير المحدد تشخيصا أكثر عمومية للأشخاص الذين لا تتناسب أعراضهم مع طيف التوحد و متلازمة أسبرجر.
لكن دليل تحديد التوحد و أعراضه أو DSM-5 لم يعد يتعرف على متلازمة أسبرجر أو اضطراب النمو المنتشر غير المحدد كتشخيصات منفصلة. بل يعتبرها ضمن تشخيص اضطراب طيف التوحد (مرض التوحد).
ما هي أعراض مرض التوحد و سلوكياته
تنقسم أعراض التوحد إلى قسمين كبيرين تندرج تحث كل منهما عدة أعراض و هي:
أعراض تواصلية إجتماعية
٠اللغة البراغماتية: حيث يواجه غالبية الأفراد صعوبة في التواصل مع الآخرين. و يتضح هذا مبكرا في الطفولة، لذالك فأي تأخير في النطق و في التواصل، يجب أن يتم تقييم الحالة من طرف طبيب مختص.
الإتصال بالعين و التواصل غير اللفظي: ضعف و تجنب الإتصال بالعينين هو عرض شائع لدى مرضى التوحد أيضا. و قد تشمل صعوبات التواصل غير اللفظية الأخرى كالتعرف على تعابير الوجه و استخدامها، الإيمائات الجسدية، و لغة الجسد عامة.
نبرة الصوت: حيث أن بعض المصابين بطيف التوحد يواجهون مشاكل أو صعوبة في تنظيم أو تعديل نبرة صوتهم، و نتاجا لذالك قد يتكلمون بصوت عال أو هدوء شديد.
أعراض سلوكية لمرضى التوحد
السلوك المتكرر: يقوم الأشخاص المصابين بهذا المرض بنفس السلوكيات بشكل متكرر، مثل الدوران أو الخفقان، هز اليدين، أو تحريك أصابعهم قبالة أعينهم. كما أنهم قد ينتجون سلوكا في اللعب بطرق غير اعتيادية مثل تدوير العملات النقدية أو الأشياء بلا ملل أو الضغط على مفاتيح الإضاءة بشكل متكرر.
السلوكيات الطقسية: و هذا قد يكون تناول نفس الأطعمة في كل وجبة، أو ربما مشاهدة نفس مقاطع الفيديو مرارا و تكرارا. حتى أنهم يشعرون بالضيق بعد فترة وجيزة من أي تغيير طفيف.
إيذاء النفس: قد يقوم بعض المصابين بطيف التوحد بضرب رؤوسهم في الأرض أو الحائط، أو عض الأيدي أو خدش الجلد بشكل حاد. .
و يرجى التحدث إلى الطبيب فور ملاحظتك لشكل من هذه الأشكال تظهر على طفلك.
تنبغي الإشارة إلى أن هذه الاعراض مجرد أمثلة قليلة للأعراض التي يمكن ان يعاني منها الفرد المصاب. يمكن لأي شخص أن يعاني من بعضها أو كلها أو لا تظهر إطلاقا.
وضع في الإعتبار أنه بامكان فقط الأخصائي الطبي المؤهل من تشخيص طيف التوحد.
كيف يتم تشخيص التوحد
لا يوجد تشخيص بيولوجي أو ما شابه معروف لمرض التوحد
لكن هذا لا يعني عدم وجود اختبار دم او اختبار جيني يمكنه تشخيص الاضطراب. و يعتمد الأطباء على الملاحظات و التاريخ الطبي و الاستبيانات لتحديد هل الفرد مصاب بالتوحد.
و قد يستخدم الأطباء أداة أو أكثر من الأدوات التالية:
قائمة مراجعة معدلة للتوحد عند الأطفال: (M-CHAT) منقحة، و هو اختبار مكون من عشرون سؤالا مصمم خصيصا للأطفال بين 16-30 شهرا.
إستبيان الأعمار و المراحل تستخدم لتحديد التحديات التطورية التي يواجهها الأطفال (ASQ)، و هو أداة فحص تنموية عامة
أداة فحص التوحد عند الأطفال و الصغار (STAT)، و هي أداة فحص تفاعلية حيث تضم اثنى عشر نشاطا لتقييم اللعب و التواصل و التقليد.
تقييم الوالدين لحالة النمو (PEDS) و هو نموذج عام للمقابلة النموية حيث تُقام بطرح الأسئلة على الوالدين.
و تجب الإشارة إلى أن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال تشجع على فحص التوحد لدى جميع الأطفال في فحوصات الأطفال بين 18-24 شهرا.
إنتشار مرض التوحد
كان تشخيص التوحد نادر الحدوث لسنوات عدة، حيث يحدث في طفل واحد مقابل ألفي (2000( طفل. و أحد أسباب هذا هو معايير التشخيص. حيث لم يتم إعطاء التوحد تعريفا واضحا حتى عام 1980 عندما تم تضمين الإضطراب في DSM 3. قبل هذا ربما كان الخلط بين حالات اضطراب طيف التوحد مع اضطرابات أخرى.
و منذ الثمانينيات زاد معدل التوحد في جميع أنحاء العالم حيث أعلنت الفدرالية الأمريكية لمكافحة الأمراض في مارس 2020. أن طفلا من بين كل 54 طفل، في الولايات المتحدة مصاب بالتوحد.
تاريخ موجز لمرض التوحد
يعمل الباحثون في هذا المجال منذ أربعينيات القرن الماضي، حيث كانت أنذاك دراسات التوحد صغيرة الحجم، و تستخدم تعاريف مختلفةً للإضطراب. و كان التوحد مصحوبا بأعراض أخرى.
لكن في الثمانينيات أصبح البحث المركز على ADS أكثر شيوعا. خصوصا عندما أثبت DSM-3 كتشخيص متميز. منذ ذالك الوقت أستكشف الباحثون الأسباب و الأعراض و الأمراض المصاحبة و فعالية العلاج و كثير من الأمور المتعلقة بالتوحد.
وإلى الآن، لم يكتشف الباحثون بعد سببا للتوحد. من المحتمل وجود الكثير من العوامل الوراثية و العصبية و البيئة المحيطة و هذا هو واقع الحال مع العديد من الاضطرابات الأخرى.
الظروف المتزامنة
عندما يعاني الشخص من أكثر من اضطرابين أو أكثر، تسمى هذه الحالة الأمراض المصاحبة. و كثيرة هي الأمراض المصاحبة لدى الأشخاص المصابين بالتوحد، نذكر منها:
قلق.
كآبة.
الصرع.
اضطرابات وظائف الجهاز الهضمي و المناعة.
اضطرابات التمثيل الغذائي.
اضطرابات النوم.
كما قد يكون تحديد الحالات المصاحبة تحديا في بعض الأحيان.لكن التشخيص و تحديد الحالات المصاحبة يمكن أن يساعد في تجنب المضاعفات و تحسين نوعية الحياة للأشخاص المصابين.
علاج التوحد
يُعد التوحد حالة تستمر مدى الحياة، و يمكن أن تساعد مجموعة متنوعة من العلاجات في دعم الأشخاص المصابين بالتوحد.
الأعراض و الأمراض المصاحبة قابلة للعلاج و التدخل المبكر يعطي نتائج ايجابية اكثر. لذا يجب على الآباء و مقدمي الرعاية من طلب المشورة من أخصائي طبي مؤهل قبل البدء في أي علاج للتوحد.
كما تجدر الإشارة إلى أن تقدم الأبحاث في هذا المجال إلى تحسين النتائج للأشخاص المصابين بهذا المرض في السنوات الأخيرة. و الكثير من الأطفال المصابين به التحقوا بالمدارس في فصول نموذجية، و واصلوا العيش بشكل شبه مستقل.
لمتابعة جديد الإكتشافات و البحوث حول هذا الموضوع، المرجو الإشتراك بالموقع لتكون أول من يصله الجديد.
إرسال تعليق